مدينة السادات من أوائل المدن الجديدة و كان الفضل للرئيس الرحل أنور السادات فى إنشائها بمعاونة واحد من أفضل مهندسى مصر و هو المهندس حسب الله الكفراوى.
سماها السادات و كانت تتبع محافظة البحيرة و خططوا لها أن تكون العاصمة الإدارية لمصر و أن ينقل لها كل الوزارات و الهيئات و لكن قتلوا السادات و قتلت معها مدينة السادات.
يقول المهندس تامر خليل أحد السكان القدامى فى المدينة ، أنه إنتقل للمدينة هو و أسرته من سنين ليكون فى جوار عمله و أن المدينة لم تتطور طوال هذه السنين إلا بالقدر الضئيل مقارنة بالعاشر من رمضان و أكتوبر و هى المدن الأحدث عمرا مقارنة بالسادات و أضاف خليل بأنه يعتقد أن سر إهمال المدينة هو إسمها و الذى دفع القيادات المتعاقبة على إهمالها فلو كان لها إسم أخر لكان للسادات شأن أخر.
و أهم المشكلات التى تواجه مدينة السادات يقول المهندس تامر خليل ، أهم سبب هو إنتزاع تبعية مدينة السادات من البحيرة و ضمها إداريا للمنوفية فأصبحت تتبع محافظة المنوفية إداريا فى حين أن كل الخدمات تتبع محافظة البحيرة و هذا يسبب تضارب فى القرارات و عدم وضوح رؤية لتطوير المدينة علاوة على عدم معرفة المسئولين عن التطوير.
من أهم المشاكل التى تواجه المدينة أيضا هو وجود مجلس مدينة و مجلس محلى و جهاز للمدينة و مجلس للأمناء و كل هؤلاء لا يرتبطون ببعضهم فى منظومة متجانسة فيتسبب فى ضياع المسئولية بين الجهات المختلفة و تضارب القرارات لكون كل جهه تعمل فى عزلة تامة عن الجهه الأخرى.
و من جانب الخدمات المباشرة للمواطن يقول المهندس تامر خليل بأن هناك ضعف شديد فى الخدمات الصحية فلا يوجد بالمدينة سوى مستشفى واحد و لا تقوم بدورها لقلة اللأطباء و ضعف الأجهزة و ندرة الخبرات الطبية و نحن فى منطقة صناعية و تجد يوميا حالات إصابات فى المصانع و عند الذهاب للمستشفى العام بالسادات تفجأ بأن دورهم يقتصر على أبسط الإسعافات الأولية و التحويل لمستشفى أخر.
التعليم و ما أدراك ما التعليم ، ففى كل عام و فى شهر يوليو تبدأ حرب التأشيرات من المحافظ و من وكيل وزارة التربية و التعليم بالمنوفية للسماح بقبول أبناء سكان المدينة للمدارس فوق الكثافة ، المدينة تكبر يوما بعد يوم و الكثافة السكانية تزيد و الطلب على التعليم الأساسى متزايد و مع ذلك لا يتحرك المسئول إلا بعد إنفجار المشكلة.
و من حيث التعليم ما بعد الأساسى فلا تجد سوى مدرسة ثانوى عام واحدة فى المدينة ، أى أنه بعد خمس سنوات من الأن و بنفس المعدلات ستجد أن الفصل فى الثانوى ستكون كثافتة أعلى من 120 طالب ، لماذا ينتظر المسئول حتى تنفجر المشكلة فى حين أننا نستطيع البدء الأن بإنشاء مدارس ثانوية بجميع أنواعها لإستيعاب أبناء المدينة فى مدارس التعليم الأساسى.
المواصلات حدث و لا حرج ، مشروع المرفق الداخلى سواء التابع للمحافظة أو التابع لجهاز المدينة أو التابع لمجلس الأمناء و لكل منهم مرفق داخلى خاص يمكن توجييه لمصلحة السكان إلا أنهم و جميعهم متوقفين عن العمل لأسباب لا يعلمها إلا من هو مطبخ صنع القرار.
المواصلات بعد الغروب قاسية جدا و تكاد لا تستطيع الخروج من المدينة أو السفر إليها من أى مكان فى مصر ، لعدم وجود خطوط نقل جماعى أو نقل خاص لأقرب المدن مثل أكتوبر على سبيل المثال.
يضيف المهندس تامر خليل و هو من السكان القدامى للمدينة بأن السادات لها مستقبل مشرق بشرط وجود أيدى أمينة تغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية و أن تتواصل القيادات التنفيذية مع القواعد و القيادات الشعبية و الطبيعية فى المدينة لطرح الحلول و البدء فى التنفيذ.
السادات مليئة بالشباب المتعلم و المثقف و الذى يعشق المدينة و لكنهم لا يجدوا من يفتح لهم الباب لطرح أفكارهم لمستقبل المدينة ، و أكبر مثال على جدية و فاعلية شباب و سكان المدينة هو تكوينهم للعديد من الجمعيات و الإئتلافات للعمل على خدمة مدينتهم و أشهر هذه المبادرات هى مبادرة تطوير مدينتى و التى تسعى لتطوير المدينة بفكر شبابها و بالتعاون مع أهالى المدينة و لكن يعوقها البيروقراطية و عدم تبنى التنفيذيين لأفكار فريق المبادرة علاوة على عدم وجود تمويل و الإعتماد على التمويل الذاتى.
المصدر : جريدة شباب مصر




ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق